لمراسلتنا

attarbiyapress@gmail.com

البوابة الخاصة بالحركة الانتقالية

الموقع الرسمي لخدمة مسار

موقع مؤسسة محمد السادس

موقع بوابة التشغيل العمومي

موقع التضامن الجامعي

الموقع الإلكتروني لـ CNOPS

موقع وزارة التربية الوطنية



...وعلى حين غرة هبت رياح لتمحو أثر خطاك البضة المرتسمة على أديم طريقك إلى بيوت العلم ومنارات التحصيل ... فلزمت بيتك وغدوت كطير حفت به الأقدار وسط قفص يضيق لكل احلامه وأمانيه...وقد وددت الانعتاق من ضيقة المكان لتعانق أفقك الرحب وحضنك الرؤوم ...وأفق الحياة المفعمة بالنزق والطفولة والسلام.
فكم كانت لحظات الوصل بيننا دافئة بالحب والبراءة ونحن نؤثث لقاءاتنا الصباحية بالحوار والابتسامات ... حتى قهوة الصباح اليوم تشتاقك ويشتاقك ديك القرية وأنت عابر سبيلك أمامه بوزرتك التي ألف لونها ومحفظتك الزرقاء الداكنة التي لملمت فيها تفاصيل عالمك البديع ، تسير الهوينة واثق الخطى كأنك جندي في طريقه إلى ثكنته العتيدة...أحلامك تسبقك ونسائم الصباح تدغدغ حواسك وتنثر على أطرافك برودتها... حتى تقف في الصف وبريق عينيك يترجم عبارات الحب والفرح التي تعرو فؤادك الصغير محييا أستاذك المنتصب أمامك كقائد أوركسترا خبير يرعى انسجامها ويصونها من كل صوت نشاز قد يعبث باللحن والنغم الموزون... وقد منحته ما يليق به من الحب والفخر والتقدير.
تلميذي العزيز ...لا مراء أنك تستحضر اليوم لمتنا العائلية فيسافر بك الشوق إلى لحظات وصلنا ونحن نردد أناشيد الصباح على صوت جرجرة مدفئتنا القديمة الناطقة بالصمود وحكايات الفصول والسنوات... حتى تستعيد أجسامكم البضة ماعهد فيها من نشاط وحيوية تأهبا للدرس والعطاء... وقد كنت تسابق الزمن لتستزيد غلة التحصيل وتنافس خلانك لسبر كنه الحساب والعلوم والحرف والتلوين...
كان قسمنا مشتلا لاستنبات المحبة والفخر والانتماء والقيم قبل العلم والتحصيل... فكنت وأترابك كزهور حديقة نتعهدها بالسقي والتشذيب فتفوح بشذاها لتملأ أرجاء حجرتنا حبا وبراءة وقهقهات ...كانت تنبعث من جنبات الفصل هنا وهناك لتكسر رهبة الصمت وسلطة الانضباط ... فلم يكن يشفع لك سوى بطاقة تعريفك الطفولية ونظراتك البريئة التي تعكس كل التوسل والعفوية والصفاء...
تلميذي العزيز ... سيزول هذا الظل المخيم على بستاننا البهي وسنقفل إليه مهرعين لننتشي بشذا زهره وننعم بجمال منظره ..وسترسل شمس الحياة أشعتها في أرجاء القلوب والأماكن ونجدد الوصل بحجرتنا ليصدح صوت العلم من جديد وتعانق مقعدك الخشبي لتدفئه بأحلامك وتعزف عليه بلحن الطبشور واللون والعجين...
 (فريد المطوشي)
ترجيست

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ارشيف "الجريدة"

المواضيع الأكثر قراءة

الساعة الآن بتوقيت غرينيتش