لمراسلتنا

attarbiyapress@gmail.com

البوابة الخاصة بالحركة الانتقالية

الموقع الرسمي لخدمة مسار

موقع مؤسسة محمد السادس

موقع بوابة التشغيل العمومي

موقع التضامن الجامعي

الموقع الإلكتروني لـ CNOPS

موقع وزارة التربية الوطنية

تتوق النفس الإنسانية أن تلفي لها وطنا يؤويها من كل التقلبات لتحضى بالسكينة والاطمئنان الروحي ... وتتخلص من كل نزع قد يحيد بها عن سكة الاستقرار والأمان. فتراها بفطرتها تهفو لتتخذ من الإسلام وطنا ومن شرعه دستورا تهتدي ببنوده وتوجيهاته الربانية الموصلة إلى عوالم الارتقاء الخلقي والروحي والجمالي .
ففي رحلة الانسان من الذات إلى الذات تراه يكابد تقلبات القلب ويقاوم انكسارات الروح و يبحث عن حياة يجد فيها خلاصه تحت ظلال منهاج إلهي يحرره من كل وزر لا يطاق وإصر لا يحتمل، وشرعة تلامس كل جوانب حياته ومناحيها . أوليس الإنسان هو هذا المخلوق الضعيف الذي ينال منه الخوف والوهن ما يناله عند أصغر اللمم ؟ أليس يفتقر إلى رب رحيم يلوذ إلى كرمه وعفوه وقدرته؟
ينجلي كل توجس وتزول كل حيرة بالقرب من الله ، وفي ظلال دين الإسلام تسمو النفس بالقيم والمحامد وتتطهر من المثالب التي تشينها ، فترتقي إلى مقامات الحب والصفاء والطهر الروحي والانتشاء والسكينة.
فالحياة جنان متع ونعم تهفو إليها الخواطر وتتسابق نحوها الكائنات ، إغراءاتها تترصد ضعفك أيها الإنسان فتستميلك نحو الأوزار وتستدرجك نحو الخطايا . فتراك تستهويها وتخضع لسلطانها وتسير بين دروب تحملك الى دياجير لم تألف حلكتها ولن تتحمل الخوض فيها ومواصلة المسير إلى المجهول. فتدرك ألا ملاذ لك للتحرر من ذاتك إلا أن تجد لك نبعا ترتوي من يقينه ونبراسا تهتدي به من كل التقلبات وظلا ظليلا يريحك من كل وعثاء ومكابدة ويقيك حر الأوزار والمثالب.
فالإسلام يحرر النفوس من كل حيرة تفسد عليها أمرها ، ومن كل عناد يكسر مرقاتها لبلوغ مقام السمو الخلقي والارتقاء الروحي ، فبادر ايها الإنسان قبل أن تنضب ذخيرتك ، ويقل زادك وتتساقط أوراق عمرك تباعا على أديم السراب.
استمسك بنور اليقين ودعه ينفذ إلى دخائل نفسك ويلامس شغاف قلبك ، واعتصم بحبل الله الممدود في الآفاق، ستدرك حينئذ بل ستستيقن أنك لحقت بجحافل من عرف واهتدى .
سيصير لقلبك أيها الإنسان وطن تربطك به وشائج الانتماء وأواصر الاعتزاز ، ستلزم نفسك بخدمته بالروح قبل الجسد ، إنه وطن الإسلام الشاسعة آفاقه، وطن الإنسانية جمعاء ، بعقيدته الفيحاء وشريعته السمحاء . وطن يسع كل الناس باختلاف أعراقهم وألوانهم، يوحدهم تحت ظلاله الوارفة ، ويؤلف بين قلوبهم بالحب والإيمان واليقين. فما أعظم دين الإسلام وطنا لكل القلوب .
ذ . فريد المطوشي
(ترجيست  (

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ارشيف "الجريدة"

المواضيع الأكثر قراءة

الساعة الآن بتوقيت غرينيتش