الصفحات
لمراسلتنا
attarbiyapress@gmail.com
في معارج الروح ..
4:20 ص |
تعديل الرسالة
يطل رمضان بهيبته وأنواره الربانية فتركب الأرواح كما الأجساد
في سفين الإيمان وترتع النفوس في ظلال القرآن والأجواء الروحانية المفعمة بعبق
الطاعات وصفاء السرائر...
يزول عن النفس فتورها المعهود وتتحرر القلوب من غشاوة التواني
والتسويف لتشمر عن ساعد العمل وهي تنشد التقرب إلى الله سارحة في رياض الإيمان
ومنازل الإحسان ... مغتنمة لحظات هذا الكرم الرباني في شهر الفضائل ومنزلة
الخيرات. فرمضان مدرسة للتحرر من سلطان النفس الأمارة بالسوء وكبح جماحها وتقويم
مااعوج منها في المسير الى الله والالتحاق بقوافل التائبين وزمر الأوابين .
أليس في الصيام تهذيب وتطويع للنفوس؟ أليس رمضان محطة للارتقاء
بالذات الإنسانية إلى مدارج الصالحين واقتفاء أثر العاملين الذين أدركوا جلال
معاني الصيام فسعوا لها سعيا؟ .. فكم من نفس غرها سراب الدنيا فحملتها رياحها
الهوجاء وبددتها بين المشاغل والطرقات .. فلم ترأف بها ولم تأبه لصخبها وثغائها
وقد قررت أن ترتمي في حضنها...
رمضان قد عاودك أيها الإنسان ، فاجعله لك اختبارا و دربة على
الصبر للتخلص من حملك الذي تنوء به والإصر الذي يثقل كواهلك فترزخ صاغرا لملذات
النفس وشهوات الدنيا... انتصر على آلامك القديمة ودع بشارة الصلاح تعلو محياك ،
ورفقا بك من نفسك التي لا تتوانى في الإيقاع بك وتذويبك في أتونها ... أدرك نفسك
فالعمر ينصرم منك ، قبل أفول شمس الأوبة فلا تجديك المعاذير والتبريرات ، ودع قلبك
يذوق حلاوة الاشتياق ويأوي إلى ربه عساه أن يهتدي ... والتمس لك سبيلا يوصلك إلى
اليقين وخباء يقيك من أنواء الدنيا الهوجاء ويعصمك من التيه والضلال.. تحرر أيها
الإنسان من حبال التواني التي توثقك وانزع عنك رداء التسويف... تجرد من الدنيا
وحطامها ومن مثبطات الهوى كي تصبح طليقا في مسرى الحياة.... مبتهجا بين جحافل
العاملين بصدق .
النفس تهفو في رمضان لتنعم في مكارم الأخلاق ، فاجعل لها وردا
من معين الطاعات ومناهل القربات واعتصم بحبل الله المفتول حتى تحل بساحة فؤادك
السكينة فتتخلص من عوالق الدنيا دون ان تنسى نصيبك منها فتعطي لحياتك ووجودك معنى
... تملى في حياتك جيدا أيها الإنسان ودع مواطن الخير تنبجس من فؤادك انبجاسا ...
سر على درب الصالحين ودع آثارك ترتسم على شط الطائعين حتى تبلغ معاني العزم وصفاء
السريرة وصدق العمل.
رمضان يا بلسم الروح من الآلام وطهرة النفوس من الأسقام
الأوهام ...فلنلحق بزمرة الصالحين القائمين بالأسحار المتدبرين معاني القرآن وآيه
العظيمة في خلوات النفس التي تدرك صغرها حين تستحضر جلال الرحمان وهيبة الإيمان
... فنسأل الله ان يمكن لنا في هذا الشهر عملا متقبلا خالصا لوجهه الكريم وأن يجعل
لنا فيه أجرا واحتسابا وطهرة لكل النفوس من أدران الدنيا وتخليصا للأرواح من كل
سراب زائل.
فريد المطوشي
(ترجيست)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ارشيف "الجريدة"
المواضيع الأكثر قراءة
- المذكرة 14/867 بتاريخ 17 أكتوبر 2014 بشأن القرارات التأديبية المتخذة من طرف مجالس الأقسام
- قرار جديد يحدد المهام المسندة للمساعدين التقنيين العاملين بوزارة التربية الوطنية
- تحديد شروط وإجراءات المباريات لحاملي الإجازة والماستر والماستر المتخصص من أجل تغيير الإطار والدرجة
- طلب الترخيص بمتابعة الدراسة الجامعية
- منشور رئيس الحكومة بخصوص إلغاء تراخيص متابعة الدراسة للموظفين
- الهيكلة الجديدة للمديريات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بأكاديمية درعة تافيلالت.
- موقع لوزارة التربية الوطنية يعرض مواضيع الامتحانات الإشهادية للسنوات السابقة (السادسة ابتدائي، الثالثة إعدادي، الامتحانات الجهوية، امتحانات البكالوريا)
- دليل التواصل البيداغوجي وتقنيات التنشيط التربوي 2009
- نموذج الطعن في نتائج الترقية بالاختيار لأساتذة التعليم الابتدائي والثانوي
- كتاب أولمبياد الرياضيات (الجزء الأول) مساهمة من الأستاذ عبدالرحيم اسطيط
0 التعليقات:
إرسال تعليق